يدٌ بريئة تعانق النوافذ بحثاً عن مكان ضمن الطوفان البشري وصولاً إلى أرض مهرجان الفتح .. يوم 7/1/2007 كان ذلك يوماً حافل بمعاني البهجة والسعادة ، وأجواء شعر فيها كل فتحاوي بعزة وافتخار ، عندما خرجت جماهير قطاع غزة عن بكرة أبيها لتحتفل بذكرى الانطلاقة الثانية والأربعين للحركة ، كان الجميع يتهافت على اللحاق بوسائل النقل العام التي أمنتها الحركة ليتاح لجمهورها العريض المشاركة في هذا العرس الفتحاوي .
كان الشهيد الشبل شاكر العبادلة ، إبن الخمسة عشر ربيعاً ، الطالب في الصف الثالث الإعدادي في مدرسة الأقصى بمنطقة القرارة شمال محافظة خان يونس ، يذوب عشقاً في القائد الفتحاوي البارز محمد دحلان ، ويتابع تحركاته وتصريحاته التي يستمد منها الأمل لإشراقة غدٍ أفضل حالاً للوطن وللقضية ، وما إن حانت الفرصة في يوم مهرجان الفتح ، حتى وجد من يصده عن ركوب الباص ، ويطالبه بالعودة إلى منزله لصغر سنه ، ولأن الزحام كان شديداً...
عاد إلى منزله واللهفة لرؤية من يحبهم من جمهور فتح وقيادتها تصاحبه ، وذهب إلى جهاز التلفزيون مباشرة لمشاهدة المهرجان على الهواء مباشرة، وهنا كانت المأساة..... تلك المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة منذ القصف الإسرائيلي لمحولات الكهرباء _ قطع الكهرباء _ امتلأت نفسه بالغضب ، وانشغل فكره كيفية يتصرف ، وقاده حماسه إلى التوجه إلى مركز توليد الكهرباء (الذي يسمى الضغط العالي) ليحاول بنفسه رفع السكين التي تعود بالتيار الكهربائي إلى المنازل ، فكان أن أصيب بصعقة كهربائية شديدة ، أمضى بعدها اثني عشر يوماً في مستشفى رمبام بحيفا ، حيث عاد إلى مسقط رأسه في خان يونس ، ليوارى جسده الغض الطاهر ثرى المنطقة التي أحب على الدوام ، لتبكيه القلوب ، وتحزن عليه الأرض ، وتبادر حركة فتح إلى تبني رحلته الكفاحية ، وتحتسبه عند الله من الشهداء ، ليحفر شاكر في ذاكرة الفتحاويين جميعاً تمثال وفاء ومحبة وتضحية.
وكان له أن يأتي من شارك في مهرجان الفتح ليودعه ويقول له تحية حب واجلال لك يا شاكر ... يا ابن الفتح.