زيت الزيتون و الصبغيات :
قال تعالى : وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ {20} سورة المؤمنون
يقول الدكتور نظمي خليل أبو العطا في كتابه إعجاز النبات في القرآن الكريم : و قد كشفت في لسان العرب لابن منظور عن معنى كلمة صبغ فوجد : (الصبغ و الصباغ و الصبغة : ما يصبغ به الثياب و الصبغ المصدر و الجمع أصباغ و أصبغة و الصبغ في كلام العرب التغيير و منه صبغ الثوب إذ غير لونه و أزيل عن حاله إلى حالة سواد أو حمرة أو صفرة ).
و قد اشتملت هذه الآية الكريمة على أمور عظيمة .
و إذا كان ربنا سبحانه و تعالى قال لنا أن شجرة الزيتون تعطي الدهن فهذا معلوم و لكن ( وصبغ للآكلين ) و قد قرأتُ التفاسير و علمت إنهم يقصدون الغمس للطعام في الزيت ، وبالكشف في لسان العرب وجدت أن هذا صحيح و لكن عندما قالت الآية ( صبغ للآكلين ) هنا ذكر الدهن ، و عطف عليه الصبغ و قد فهمت أن ثمار هذه الشجرة تحتوي الدهن المكون من الأحماض الدهنية و مركبات أخرى ...
و هي تحتوي على الأحماض الدهنية الأمينية و منها الفنيل و الإنين الذي يعطي التيروزين ( و هو مشتق من الألانين ) و هو من الأحماض العطرية الأساسية و( الفنيل الأنين يعطي التيروزين ) وهو من الأحماض الميلاينين في الجلد و هذه الصبغة ( الميلانين ) هي التي تصبغ البشر حسب كميتها في الجلد فإذا كانت صبغة كثيفة أعطت الجلد الأسود ، و إذا خفت أعطت اللون الأصفر و إذا غابت تماماً ( شذوذ و مرض ) أعطت اللون الأبيض للشعر و الجلد و الرموش و لهذا الصبغة ( الميلانين ) أهمية كبيرة للإنسان فالسودان و النبوي ، و الأفريقي يعيشون في منطقة شديدة الحرارة ساطعة الشمس و هذا يتطلب حماية للناس ، هذه الحماية تتوفر بتوفر اللون الأسود ( الميلانين ) ، و هذا ملحوظ في الشخص القمحي اللون عندما يقف في الشمس طويلاً فإنه يسمر ، لآن الاسمرار و وسيلة دفاع عن الجلد ضد الشمس .
و هذا سبق علمي خطير ، حيث أن شجرة الزيتون تعطي الزيت و الأحماض الأمينية ، و منها الأحماض المسؤلةعن إعطاء اللون الأسود ( الصبغ الجلدي )