من أقدم أحياء جدة، مدينة في داخل الحي، منذ تطأ قدماك اول زقاق فيها ستصاب بالدهشة وانت تشاهد اعداد الاطفال المهولة التي تنتشر في تلك الازقة والشوارع وامام ابواب المنازل، وهو ما دفع بسكان جدة منذ اكثر من 50 عاما على حد قول السكان ان يطلقوا عليها اسم «حارة المليون طفل».
ولمن لا يعرف جدة، فان هذه المدينة الحارة تقع في الجهة اليمنى لكبري الميناء الذي يصل بين بحر جدة والطريق السريع المؤدي لمكة المكرمة وتحديدا في رحم حي السبيل الشعبي، سيد الاحياء العشوائية في مدينة جدة بالمشاركة مع غليل والهنداوية.
قصص الخيال التي قد تسمع بها تراها حقيقة واقعة في أزقة تلك الحارة، فالمخالفات بانواعها واشكالها، بدءا من التدخين وانتهاء بالمخدرات، اذ يسجل الاطفال حضورهم هم الآخرون فيها.
يقول ياسر الصبياني احد اقدم سكان الحي «ان الحي سمي بهذا الاسم لكثرة الأطفال به، حيث لا تدخل أي شارع من شوارعه الصغيرة والمتداخلة إلا وتجد عددا كبيرا من الأطفال يلهون ويلعبون في كل الاتجاهات».
ويتابع «قصة اطفال هذا الحي قصة، فنظرا لكثرة الاطفال، فان مأساة كبيرة تتمثل بأن 75 في المائة منهم ممن يبلغون 12 عاما مدخنون، بل ومتعاطون للمخدرات ومن هم اقل من تلك السن ايضا، والأطفال يلهون ويلعبون بالمخاطر مثل أسلاك الكهرباء العارية ومستنقعات الصرف الصحي وغيرها». غالبية سكان ذلك الجزء غادروه بعد ان غابت عنه الخدمات واستوطنته المخالفات، ولم يبق سوى قلة من السكان الاصليين بعد ان سجل الاجانب المخالفون، اقامتهم الرسمية هناك، وهو ما يشير اليه الصبياني بقوله «بسبب غياب الخدمات هرب السكان الأصليون من المنطقة واستوطن مكانهم متخلفون لم يجدوا ما يمتهنوه فامتهنوا بيع المخدرات، التي انتشرت بشكل كبير جدا لدرجة ان البيع يكون علنا، فمجرد دخولك للحي يستقبلك شباب الحي بكلمات الترحيب الغريبة مثل «عندنا، ويا ابو الشباب، سائل والا جامد» فيتبادر لذهنك أنها عبارات ترحيب ومشروبات تقدم للضيوف، لتفاجأ في نهاية الأمر أنها رموز لمواد مخدرة.